المرحلة الملكية

في هذه المرحلة لن تدخل في نقاش و جدال عبثي وإن خضت فلن تحاول أن تثبت لمن يجادلك بأنه مخطئ ستعرف بأنك لن تستطيع إصلاح الكون و سترمي كل مشاكلك وهمومك والأشياء التي تضايقك وراء ظهـرك وستكمل حياتك, لا بأس أن تفكر بأشياء تضايقك من وقت لآخر ولكن المهم أن ترجع للمرحلة الملكية مرة أخرى ,ستعرف جيداً أن فرح و حزن اليوم لن يدوم و سيزداد إيمانك بالقضاء والقدر وستعرف يقيناً أن الخير و الخيرة فيما اختاره الله لك, ستدرك أن الأشياء المادية مع أهميتها وحدها لن تحقق لك السعادة الكاملة.

فالحياة بدواماتها ستتطلب منا دائماً خوض صراعاتنا الداخلية بدايةً مع أنفسنا ومن ثمّ صراعاتنا مع المجتمع المحيط سواء بقرارات علينا أخذها أو بآلام وخيبات قاسية نتعرض لها أو بعلاقات سامّة تسحب من طاقتنا الكثير أو بمراحل فشل وتعثّر، سنواجه دائماً خليط من حزن وبهجة ورضا وسخط ولكن طريقة تعاملنا مع كل ذلك هو ما سيحدد موقعنا مع الحياة وردود فعلنا تجاه هذا كله ستحدد مصائرنا، فإما نختار الرضوخ وإفلات الأماني أو نُحارب بما امتلكنا من أدوات، أن نخوض الحزن بفصوله ولا نعارضه ولكن بعدها ننهض نهوض حصان تشافى تماماً من الأسقام وعاد يقفز من فوق الحواجز برشاقة شابّة مهما تشكّلت على فخذه ندوب الفشل، اختار السلام ولم يفكر كثيراً في الماضي.

فالحياة معترك يخوض به الناس حروبهم الخاصة للوصول لرؤاهم وأمانيهم التي قد يدفعون بها عمراً كاملاً، ومتعة الطريق أن نتلذذ به بمصاعبه وأن لا ننتظر فقط لحظة الوصول التي قد تجيء أو لا تجيء، حتى لو اكتشفنا فيما بعد بأن تلك اللحظة لم توافق تطلعاتنا سنحمل ذكريات طريقنا الزاهي الذي صنعنا به لحظات باقية في مكان ما بالذاكرة.

فمرحلتك الملكية هي سلسلة من مراحل ستحاول دائماً العودة لها، سترغم أن تبتعد عنها لبعض الوقت ولكن تكافح من استطعت لتعود بقلب سعيد بهج لها، لترفع من جودة حياتك وتمضي بها نحو النور والسّلام ولا تبقى قابعا في ظلام يحاول البعض سحبك له.

تسير أيامنا و لا تتوقف! والأحداث تتسارع من حولنا، والأموات يتسابقون أمامنا و الحصيف من ملأ صحيفته بالصالحات والأعمال الطيبة والذكر الحسن فالناس شهود الله في أرضه.